بداية الإسناد
لقد اعتاد الصحابة في حياة النبي صلي الله عليه وسلّم رواية الأحاديث النبوية وكان من عادتهم أن يبلغ الشاهد الغائب. وهؤلاء عندما كانوا يذكرون شيئاً سمعوه من النبي صلي الله عليه وسلّم أو رأوه يفعله صلي الله عليه وسلّم كانوا ينسبون القول أو الفعل إلى النبي صلي الله عليه وسلّم، وكان النبي صلي الله عليه وسلّم يسند القول – أحياناً – إلى سيدنا جبريل عليه السلام، وكان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يسندون القول إلى قائله سواء كان ذلك النبي صلي الله عليه وسلّم أم صحابياً أخر.
ومن الطبيعي إذا كان الراوي أحد هؤلاء الذين لم يشهدوا الواقعة بأنفسهم ولم يسمعوا الحديث من رسول الله صلي الله عليه وسلّم بذاته، بل سمعوه من غيره، ثم نقلوه إلي الأخرين، من الطبيعي أن يذكر الراوي في هذه الحال مصدر كلامه. وكل هذا في الواقع إسناد لا غير.
وهذا المنهج استعمله الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – في حياة النبي صلي الله عليه وسلّم – هو الذي أنتج الإسناد وأثمره، وكانت بدايته المتواضعة في حياة النبي صلي الله عليه وسلّم نفسه.
لكنه ما قارب القرن الأول الهجري نهايته حتي بلغ علم الإسناد مبلغاً عظيما.