خيانة المستشرقين للمنهج العلمي 3
إصدار أحكام قاطعة بغير دليل أصلا :
هم في هذه الحالة يظهرون مهارة فائقة، حيث يصدرون الحكم بصورة قاطعة لا تردد فيها ولا احتمال، وفي جملة واحدة موجزة بدون حشو أو تطويل أو ترادف، يوحون بذلك للقارئ أن المسألة مفروغ منها، وأنها يقين وبديهية من البديهيات.
من ذلك ما ذكره "مونتجمري وات" – وهو يتحدث عن مجتمع المدينة ونظام الزاوج والصداق حيث قال "وما كان يقال في الإسلام : إن المهر كان ملك للمرأة ولكن لم يطبق ذلك" هكذا يطلق الحكم في جملة واحدة "ولكن لم يطبق ذلك" ويمضي مطمئنا، وكأنه لم يصنع شيئا، ولم يتهم مجتمعاً بأكمله، بأنه لم يطبق شريعة الله التي كان يعيش المجتمع بها ولها، ويقاتل في سبيلها ويجاهد من أجلها.
والذي يعنينا من هذا هو أن نري كيف يقطع الباحث (المنهجي) بهذا الحكم، بدون دليل، فأي بحث هذا، وأي منهج هذا؟.
ويلاحظ – أيضا : أنه ألقى الحكم في جملة واحدة من كلمتين ألحقها بقضية أخري – زيف فيها – الأدلة على وجود المهر وتشريعة أصلا وتجاهل آيات القرآن الكريم والسنة النبوية في هذا.