خيانة المستشرقين للمنهج العلمي 6
التعسف في التفسير والإستنتاج :
ونعني به تفسير المستشرق للفظ بما يتفق وهدفه ويشبع هواه إذا تركنا شروط المناهج وما ذكرناه سابقاً من أن المستشرقين محرومون منها وجدنا لوناً آخر من خيانة المنهج، أعني ما ذكرناه آنفاً من البراءة من الهوي وسنعرض طرفاً آخر من أفانين خيانة المنهج.
وهو التعسف في التفسير والإستنتاج، فهنا لا يكون اللفظ العربي مستعصياً مستغلقاً على المستشرق، ويمكنه لو أراد – أن يفهمه فهماً صحيحاً، ولكنه يميل إلى هواه فيفسر اللفظ بما يتفق ويشبع هواه.
والأمثلة على ذلك كثيرة، يذكر منها مثالاً للمستشرق (المنصف المعتدل) (م-وات) وذلك حين يفسر أمر القرآن الكريم للمؤمنين بالإستئذان قبل الدخول لبيوت غير بيوتهم، وأمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر "سورة النور آيات 27، 30‘ 31".
يفسر ذلك بإنحطاط في مستوي الأخلاق كان النبي صلي الله عليه وسلّم بحاجة إلى السمو به.
فمن أين أتي بهذا الإستنتاج؟ وهل تسمح النصوص القرآنية الكريمة بأن يستنتج منها هذا الإستنتاج العجيب.
هل إذا كانت الأخلاق غير منحطة، يسمح بدخول بيوت الغير بدون إستذان.
إذا نصح هذا المستشرق ابنه وهو يؤدبه ويعلمه، ألا يدخل على غيره بيته إلا بعد أن يستأذن، أيدل ذلك على انحطاط مستوى أخلاق ابنه؟؟! وعلى انحطاط مستوي أخلاق مجتمعه ؟!.